أخبار اليوم ـ لجوء وغربة
متابعة وتحرير
حوار مع الأستاذ جلال ديمير مع موقع نداء بوست
استضافة الدولة التركية للسوريين الهاربين من بطش نظام الأسد، أحدثت تفاعُلات جديدة لدى السوريين المقيمين بصفة لاجئين مع المجتمع التركي
ومن هنا كان لا بُدَّ من مربعات تفاعُل بين الجانبين، تَركَّز أهمها على التعاون الثقافي والإعلامي بينهما، وهذا ما برز مع إنشاء بيت الإعلاميين العرب.
“نداء بوست” أراد إضاءة مساحة التفاعُل “السوري – التركي” فالتقى السيد جلال ديمير رئيس فرع “بيت الإعلاميين العرب” في ولاية “غازي عنتاب” التركية، ووضع أمامه أسئلته، فكان هذا الحوار:
س1- “بيت الإعلاميين العرب” جمعية إعلامية تركية، تعمل على توفير التعاون الإعلامي بين تركيا والكُتّاب والإعلاميين العرب، ومنهم السوريون الموجودون على أراضيها.
ما الخدمات الإعلامية والثقافية والاجتماعية التي تقدمها “جمعية بيت الإعلاميين العرب” لأعضائها؟ وهل خطَتْ خُطواتٍ في تعزيز التعاون بين الجانبين بشكل مشاريع مشتركة؟
تركيا تعجّ بالإعلاميين العرب
يقول السيد جلال ديمير: “نعم تم تل هذا البيت بناءً على أهمية دور الإعلام في هذه الظروف، ونتيجة تواجُد أكثر من ثلاثين قناة عربية، منها خمس قنوات سورية، وأربع أخرى عراقية، ومثلها ليبية، و6 قنوات مصرية ويمنية وفلسطينية وغيرها.
ويضيف ديمير: ويوجد أكثر من عشر وكالات عربية في تركيا، وعددٌ من المواقع الإخبارية، التي يتجاوز عددها عشرين موقعاً، بالإضافة إلى الكمّ الكبير من الإعلاميين العرب، والذين شكّل الكثير منهم صداقة قوية مع الإعلاميين الأتراك
ولذلك تمّ تشكيل هذا البيت، لضمّ هؤلاء الإعلاميين، ولزيادة التعاون والثقافة بين الشعوب العربية والشعب التركي، حيث يضم “بيت الإعلاميين العرب” أكثر من ٢٠٠٠ إعلامي وصحافي وكاتب. ويمكن التنويه أنه تم تقديم دورات إعلامية لأكثر من ١٠٠٠ إعلامي خلال الأيام السابقة”.
س2- السوريون في تركيا يشكلون جالية كبيرة، وهم يُقيمون بأعداد كبيرة في ولايات “غازي عنتاب” و”إسطنبول” و”أورفا”. كيف يتم التعاون بين الجالية السورية والسلطات التركية لتسهيل مُقوِّمات حياة أفراد هذه الجالية؟ وهل هناك مجالس مشتركة لتعزيز هذه المُقوِّمات؟ ماذا عن بيتكم الإعلامي في هذا المجال؟
دور مجلس الجالية السورية
يوضح السيد ديمير والذي شغل من قبل منصب مدير مخيم “نيزب” للاجئين السوريين: “موضوع تشكيل الجالية السورية موضوع مُهِمّ للغاية، وخاصة في الولايات الثلاث المذكورة في السؤال، والتي تضم عدداً كبيراً من السوريين، وما شاهدته أنا في مدينة “غازي عنتاب”.
ويتابع ديمير حديثه فيقول: “تم تشكيل جالية سورية مؤلفة من رؤساء ومديري المنظمات المجتمع المدني وإعلاميين، وتقوم بدورها بعدة اجتماعات دورية في كل شهر مع كل من مكتب الولاية، ودائرة الهجرة
والاطلاع على آخِر القرارات”. مضيفاً: “ويتم تقديم بعض المُقترَحات من قِبل الجالية السورية، للعمل عليها، وتسهيل بعض الخدمات اللازمة للسوريين، كما أن هناك تجاوباً من قِبل الولاية بخصوص مقترحات الجالية السورية”.
ويؤكد ديمير على أن “هناك نشاطات شاهدناها على أرض الواقع، نظمتها الجالية السورية في غازي عنتاب، هدفها زيادة التعاون وتبادُل الثقافات بين المجتمعين السوري والتركي”.
س3- قدمت الدولة التركية تسهيلات عديدة لعمل الجالية السورية في تركيا، هل تعتقدون أن هذه التسهيلات بشِقّها القانوني والثقافي والاقتصادي كافية لمزيد من الاندماج العامّ للجالية السورية في المجتمع التركي؟
أليس تسهيل تدريس اللغة العربية للتلامذة السوريين في مراحل التعليم قبل الجامعي يساعد في حفظهم لهُوِيَّتهم الثقافية، ويعمل على تعزيز اندماجهم مع المجتمع التركي دون الذوبان فيه؟ سيما وأنهم سيعودون إلى سورية إذا تم الاتفاق على حل سياسي في البلاد؟
الحفاظ على لغة السوريين العربية
يعاني السوريون -وتحديداً التلامذة الصغار- من اضطرارهم إلى تعلُّم اللغة التركية في المدارس، دون وجود دروس لغة عربية لهم، تساعدهم في الحفاظ على لغتهم الأم.
في هذا الباب يقول الإعلامي التركي جلال ديمير: “اللغة العربية لغة السوريين الأمّ، ولا يمكن التخلي عنها، من الضروري اندماج التلاميذ على أساس القوانين المعمول بها في تركيا، مع الحفاظ على اللغة العربية، عَبْر تدريسها في المدارس التركية إلى جانب اللغة التركية”.
س4- لا أحد يتجاهل الدور التركي في حماية ومساعدة المدنيين السوريين الهاربين من جحيم حرب النظام الأسدي عليهم، وبنفس الوقت لا أحد يتجاهل استخدام ورقة اللاجئين السوريين في تركيا كورقة تنافُس سياسي من قِبل أحزاب تركية.
لماذا لا يتم الفصل قانونياً بين مسألة التنافس السياسي بين الأحزاب التركية في معاركها الانتخابية من جهة ووجود السوريين كلاجئين وضيوف وَفْق القوانين الدولية، بحيث يتوقف التحريض وخطاب الكراهية لدى مَن يريد توظيفه ضد السوريين؟
الحضّ على الكراهية جريمة
حول إجابته على سؤالنا المتعلق بتحويل اللجوء السوري إلى تركيا إلى مُنافَسة سياسية، يقول السيد ديمير: “عدم الاتفاق بين الحكومة والمعارضة بخصوص اللاجئين، وخصوصاً السوريين منهم
هو الذي جعل قضية اللاجئين قضية مركزية للمعارضة، وقضية تنافسية لكسب أصوات الناخبين في المرحلة المقبلة”. ويعتقد ديمير بضرورة أن تعمل الحكومة التركية على سنّ بعض القوانين، التي تجرّم الحضّ على الكراهية والعنصرية”.