حتى الفراشات تبكي” رواية تركية تصدح بآلام السوريين“
(نعيم أبو راضي_خاص مرحبا تركيا)
وردة ولدت يتيمة في بيئة جافة تفتقر لأقل مقومات الحياة، تزوجت ولم تكتمل فرحتها فقد سقط زوجها تحت آلات التعذيب في سجن تدمر، ليكتب عليها أن تبقى وحيدة تربي أكثر من عشرين يتيما، بعد فقدان بناتها أزواجهن في الأحداث الأخيرة في سوريا أيضا، لتجبر على الرحيل إلى تركيا، وينتهي بها المطاف في مخيم “نزيب” للاجئين السوريين في غازي عنتاب.
قصة حقيقية لإمرأة سورية تدعى، وردة الحجي، دفعت ،مدير المخيم، جلال دمير، الذي تقيم فيه وردة إلى ترجمة حكايتها على الأوراق، وكتابة رواية سمّاها ” حتى الفراشات تبكي” تقصُّ ما مرت به الحجي وبناتها، محاولا من خلالها أن يعكس معاناة الشعب السوري، منذ أحداث حماة حتى يومنا هذا، في قالب روائي جميل يجذب القارئ، بعيدا عن الأخبار التقليدية التي تتداولها وسائل الإعلام يوميا.
وفي حديث خاص لموقع مرحبا تركيا قال جلال دمير: ” هدفي من هذه الرواية أن أشرح معاناة الشعب السوري منذ عهد حافظ الأسد، وأصحح بعض المفاهيم الخاطئة عند بعض الأتراك الذين يظنون أن السوريين تركوا بلادهم طوعاً”.
وأضاف دمير: “لم نقتصر في هذه الرواية على الشعب التركي فقط؛ بل نستهدف بها أيضا العرب وخاصة السوريين المقيمين في تركيا، فبعض الأطفال هنا دخلوا تركيا وعمرهم 3 سنوات، أمّا الآن فقد أصبح عمرهم 7 سنوات، وغالبا لا يعرفون ما حدث مع أهاليهم، لذا كانت هذه الرواية التي يجري ترجمتها للعربية؛ كي تربط هؤلاء الأطفال أيضا بما عاشه أهاليهم، من خلال قالب روائي يوصل لهم الفكرة بسهولة”.
وعن مدى تقبل الجمهور للرواية بعد نشرها، قال دمير “لقد حققت الرواية انتشاراً كبيرا خلال شهرين من طباعتها، إذ وزع حتى الآن ما يقرب 4000 نسخة منها”.
وجلال دمير، تركي، ولد في ولاية ماردين عام 1977، درس المرحلة الابتدائية في ماردين، والاعدادية والثانوية في ولاية غازي عنتاب، تلقى العلوم الشرعية وعلم النحو والصرف والبلاغة والبيان والادب في اللغة العربية علي يد كبار العلماء. وباشر عمله كموظف حكومي عام 2007 في ولاية غزي عنتاب. وله كتابات في العديد من الجملات والصحف الرسمية وكان رئيسا للتحرير في مجلة سرنجما الادبية في اللغة التركية.